كان ياما كان ،، كان في مدينة قومها بيعبدوا الأصنام!
ومش بس بيعبدوا الأصنام ، دول كمان كانوا بيقدمولهم قربان ..
لكن في وسط الكفر ده كله ،، كان في شاب من أبناء الأمراء بيفكر مع نفسه كده:
إزاي نسجد ونبكي ونتضرع ونُوهب قربان لصنم لا بيتكلم ولا بيسمع ولا حتى بيشاور أو بيتحرك..!
أكيد في إله تاني للكون ده هو إللي خلقه وهو إللي يستحق العبادة❤️
"" طبعا الكلام ده كان جواه مش قادر يقول الكلام ده للناس حواليه لإنه عارف إنه لو اتكلم هيتعرّض لأذى شديد ""..
في يوم كان عيد ليهم والكل خارج عشان يقدم القرابين للأصنام ،،
الشاب ده اعتذر وقال إنه مش هيقدر يخرج معاهم،،
وراح ناحية شجرة لوحده عشان يفكر في حاله وحال قومه وهيعمل إيه بعد كده..
وهو ماشي رايح يقعد في المكان ده لوحده ،، لقى ستة من الشباب جايين معاه في نفس الوقت عند المكان ده !!
فالشباب بصوا لبعض واستغربوا😳
وكأن لسان حال كل واحد منهم بيقول:
المفروض إن النهاردة يوم عيد!
والكل خرج عشان يقدموا القرابين...!
الشباب دول بيعملوا إيه هنا..! يا ترى إيه إللي جابهم هنا!!
فبدأوا يكلموا بعض ويسألوا إنت جيت هنا ليه.. وإنت .. وإنت...
فكل واحد بدأ يتكلم عن إللي جواه واتضح إن كلهم بيفكروا نفس تفكير صاحبنا الشاب إللي اتكلمنا عنه من شوية..
فالشباب اتشجعوا واستقوُوا ببعض وقالوا :
احنا ربنا هدانا للإيمان بيه وبوجوده.. فمش هينفع نسكت.. لازم نعرَّف الناس إن إللي بيعملوه ده غلط، وإن الإله الحق هو الله خالق السموات والأرض، مش الأصنام إللي لا بتنفع ولا بتضر..
شباب مؤمن بربه وعنده همة عالية كمان في تبليغ الدين رغم خطورة الموقف.. عشان كده ربنا قال عنهم:
"إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"
الملك بقي عرف إن في مجموعة من الشباب مبتعبدش الأصنام مع باقي الناس،،
وبيقولوا إنهم بيعبدوا إله تاني،،
ودول مش أي شباب على فكرة، دول كانوا أبناء الملوك والأمراء و الملك ده نفسه عارفهم شخصيا ..
طبعا الشباب بقوا خايفين أكتر، لإنهم دلوقتي بقوا في مواجهة دولة كاملة..!
يعني مش بس هيواجهوا أهلهم وأصحابهم،،
لأ دول هيواجهوا الشعب كله وهيواجهوا كمان الحاكم ذات نفسه.. الرئيس بجنوده وسلطانه.... وهمّ مجرد سبعة أشخاص بس..!
بس الشباب كانوا واخدين القرار إنهم هيجهروا بالحق ويبينوا للناس إنهم يسيبوا عبادة الأصنام ويعبدوا الله الواحد الأحد،،
قرروا يعملوا كده رغم الصعاب إللي ممكن يواجهوها..
برغم الأذى إللي ممكن يتعرضوا له...
ومع ذلك مقالوش احنا نخلينا في نفسنا احنا معذورين، وهنعبد ربنا في السر بقى وأهو نعيش مع أهلنا في القصور مضطرين عشان محدش يشك فينا،،
ما احنا بردو مش هننعزل يعني عن الناس ونسيب حياتنا !
= تفتكروا ربنا ممكن يسيب إنسان بيعمل حاجة لله ولله فقط وبصدق كده،، !؟
ويكون المحرك لكل أعماله هو الرغبة في رضا الله ونشر دينه؟!
طبعا لأ... وحاشاه عز وجل..
فلما الشباب ثبتوا وصَدَقُوا، ربنا كافئهم وأيّدهم..
أول حاجة ربنا عملها مع الشباب دول كانت إنه ربط على قلوبهم..
ثبتهم.. طمّن قلوبهم.. مفيش خوف خلاص.. في قوة وصمود💪
مبقاش هاممهم حد..بيتكلموا بكل جرأة وشجاعة وقدروا يواجههوا الملك وقالوا :
إحنا آمنا بالله ربنا إللي خلق السماوات والأرض، مش هنعبد ولا ندعوا غيره..
ولو عبدنا غيره يبقى احنا بنفتري الكذب على الله..
قومنا بيعبدوا أصنام لا تضر ولا تنفع، ومش معاهم أي بينة ولا دليل من ربنا على إن عبادة الأصنام دي صحيحة..
وأظلم الناس همّ إللي بيدّعوا ويزعموا على ربنا حاجة بالكذب وهو مقلش عليها ..
"وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا "
= وإيه اللي حصل!؟
الملك أمر جنوده إنهم يمسكوا الفتية دول وينزعوا ملابسهم لأنهم كانوا لابسين ملابس الأمراء،
ويلبسوهم ملابس عادية ويحبسوهم يمكن يرجعوا في كلامهم!!
و الملك عمل كده ليه!؟
لأن الشباب دول أبناء أمراء،،
يعني بيسكنوا في أحسن القصور وبياكلوا أحسن الأطعمة، وبيلبسوا أحسن الثياب، ده غير الخدم والنعيم والمتع والنفوذ والمال..و..و..و...
يعني عندهم مُلك الدنيا بين إيديهم..
فالملك تخيّل إنه لما يهددهم بإنه ياخد منهم مُلك الدنيا ده، إنهم ممكن يفكروا ويراجعوا أنفسهم تاني ويعيدوا حساباتهم!!
لكن الملك ده، وكل واحد ظالم جبار مش بيفهم نقطة مهمة أوي،،،،
وهي :
إن الإيمان لما يستقر في القلب فعلا مش هيفرق مع الإنسان أي شيء من متاع الدنيا الزائل،،
لا هيفرق معاه ألم ترك المتع دي كلها،،
ولا حتى يفرق معاه أي ألم..
ولا في مُلك ولا مال ولا تعذيب ولا..ولا.. هيخلوه ساعتها يغير من عقيدته..
لإن إللي بيوضح عنده البصيرة بالحق خلاص، مش بيبقى شايف قدامه ساعتها إلا رضا الله وبس