الموقع:
يقع هذا المسجد بمدينة المنيا على كورنيش النيل أمام كوبرى المنيا الجديد وتطل واجهته الغربية على مدخلى الكوبرى والشرقية تطل على الكورنيش .
تاريخ المسجد : •
يرجع التاريخ الإنشائى لهذا المسجد إلى القرن الأول الهجرى غداة الفتح الإسلامى لمصر حيث أنشئت مجموعة من المساجد فى ولاية عمرو بن العاص، ولهذا ترجع تسمية المسجد بالعمرى أو العمراوى( اغلب الباحثين والكثير من الرسائل ارجعته الى اواخر العصر الفاطمى واول الايوبى والبعض الاخر ارجعه للمملوكى) .
أما التاريخ المعمارى للمسجد الحالى فالظاهر من طرازه أنه يجمع ما بين المساجد الجامعة ذات الطراز العربى (الصحن المكشوف والأروقة) وبين طراز المساجد العثمانية من حيث الواجهة وشكل المئذنة. وقد جدد هذا المسجد فى العصور المتلاحقة
لعل آخرها كما هو ظاهر من النصوص التأسيسية به كان فى العصر العثمانى . وهذا المسجد كان يطل مباشرة على شاطئ النيل حيث كان ماء النيل يجرى بجوار جدرانه وكان يصلى فيه صلاة الجنازة على الميت قبل الإنتقال به إلى الجبانة شرق النيل، ولذلك سمى بمسجد الوداع .
وسجل هذا المسجد فى عداد الآثار الإسلامية بقرار السيد وزير الثقافة رقم (10357) لسنة 1951م. وهذا ما ذكر فى لوقائع المصرية- العدد (115) فى 17 ديسمبر 1951م.
تخطيط المسجد : •
يتبع هذا المسجد الطراز العربى الأول الذى يتكون من صحن مربع مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة .
واجهة المسجد : •
واجهة المسجد مبنية من الحجر الجيرى المنفذ بطريقة (الأبلق والمشهر) بأسفلها باب خشبى من مصرع واحد على جانبيه مكسلتان من الحجر يعلو فتحة الباب لوح خشبى عليه بعض الزخارف وبه بعض الكتابات نصها : ( بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا المسجد المبارك الأمير مصطفى سنة ١١٢٩ ه )
ويوجد بالواجهة عقدان داخلى مفصص والآخر عقد مدبب ويتوج واجهة المدخل شرافات على شكل عرائس تشبه شرافات مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة .
المسجد من الداخل : •
رواق القبلة :
وهو أكبر الرواقات، يتكون من أربعة بلاطات تقسم أربعة بائكات وكل بائكة تتكون من أربعة عقود ترتكز على ثلاثة أعمدة ما عدا البائكة التى تتقدم المحراب فإنها محمولة على أربعة أعمدة، كما أن أعمدة المسجد متعددة الأشكال ما بين أسطوانى ومضلع وهذا يدل على أنها قد جلبت من عمائر قديمة مهدمة سابقة عليه قبطية كانت أو فرعونية،
ويوجد به المحراب فى الركن الجنوبى الشرقى مبنى من الحجر وتزينه صنج حجرية وبلاطات خزفية ومجموعة من الزخارف النباتية من أوراق ثلاثية ويحصره زوجان من الأعمدة الحجرية الصغيرة وهو عثمانى الطراز .
- الرواق الشرقى :
وهو أكبر رواق بعد رواق القبلة ويتكون من ثلاث بلاطات كل بلاطة بها ثلاثة أعمدة تمثل ثلاث عقود نصف دائرية ويحتوى هذا الرواق على دخلات مستطيلة بها نافذة عبارة عن شباكين مستطيلين متجاورين وسقف هذا الرواق عبارة عن عروق وألواح خشبية .
- الرواق الشمالى :
ويتكون من بلاطة واحدة بها ستة أعمدة تحمل سبعة عقود ويوجد بهذا الرواق ستة دخلات مستطيلة بها شبابيك ويتوسط الرواق الشمالى باب صغير وضع فى دخلة متوجة بعقد مدائنى وأسفل هذا المدخل لوحة رخامية نقش عليها بالحفر البارز : ( جدد المرحوم الشريف الإمام الأعظم المالك الملك الظاهر أبوسعيد جقمق خّلد الله سلطانه ) كما يوجد بهذا الرواق سقف مزخرف غاية فى الروعة ودقة التنفيذ .
- الرواق الغربى :
ويتكون من ثلاث بلاطات كل بلاطة مكونة من عمودين يحملان عقدان ويوجد بهذا الرواق ثلاث دخلات بهما شبابيك علوية وسفلية وبهذا الرواق باب خشبى كبير وهو مدخل إلى المسجد يليه أربعة درجات هابطة، وبه باب يؤدى إلى ميضئة وإلى سلم المئذنة .
الصحن : •
وهو مستطيل الشكل مكشوف ويوجد فى جداره الشمالى الشرقى مزولة من الرخام كشف عنها حديثاً هذه المزولة كانت تستخدم فى تحديد مواعيد الصلاة ويوجد عليها كتابات نصها : ( عمل حسن فى صفر ١١٦٣ ه .
المنبر : •
يوجد بوسط الجدار الجنوبى وهو منبر يتميز بدقة شديدة فى تنفيذ زخارفه له باب من ضلفتين نفذت عليه خارف بطريقة الحشوات المجمعة (العاشق والمعشوق) وإستخدمت نفس هذه الطريقة فى تنفيذ زخارف الريشتان ويعلو باب المنبر لوح خشبى حفر عليه هذا النص :( " إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" أنشأ هذا المسجد والمنبر الأمير مصطفى بن يحيى بن عديان ) كما نقش عليه تاريخ الفراغ منه وهو صفر ١١٥٠ ه .
يتوج هذا المنبر جوسق يعلوه قبة على شكل مبخرة .
المئذنة : •
تقع فى الجهة الشرقية من المسجد وتتكون من ثلاث طوابق الأول مربع ينتهى بدورة خشبية ثم طابق مثمن ينتهى بدورة خشبية ثم طابق مثمن يعلوه أربعة قوائم يبدو أنها كانت تحمل جوسق المئذنة .
المقصورة : •
وتقع إلى الشرق من رواق القبلة وتفتح عليها بعقدين، وأرضية المقصورة مرتبعة عن بقية المزولة يفصلها عن رواق القبلة مجاز خشبى .
من كتاب بيان تفصيلى للاثار الاسلامية والقبطية والحفاير بالمنيا من اصدارات الوزارة