أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

مقدمة عن تاريخ مصر من العصر الفرعوني الي العصر الجمهوري

 

 كان كل مؤرخ يقرأ ما كتبه المؤرخون من قبله ويعيد كتابته بأسلوب يتناسب مع روح عصره ثم يستكمل ويبني علي ما سبق كشاهد عيان لما يدور حوله ، 

  • فمثلا عندما كتب المقريزي كتابه الشهير المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار قام أولاً بالاستفادة ممن سبقوه وجمع المعلومات التاريخية عن مصر ثم بدأ يصف ما رآه في عصره ، وكذلك فعل ابن تغري بردي وابن اياس الحنفي والجبرتي وغيرهم ولذلك نجد في كتاب كل منهم شهادة عن مجريات الأمور في عصر كل منهم وهي أدق معلومة في كتاب كل منهم ، ب

معني أنه ينقل ما سبق ثم يكتب لمن سيأتي بعده وكأنه سباق تتابع متتالي حيث يستلم كل مؤرخ ممن سبقه " كتاب تاريخ مصر " ثم يضيف ما يخص عصره ثم يسلمه لمن بعده وهكذا في حلقات متتابعة ، فما رأيك عزيزي القارئ أن أفعل كما فعلوا واستكمل الحلقة التي تخص هذا العصر الذي أعيش فيه الآن ولكن هناك بالنسبة لي عدة معوقات ومشاكل والمشكلة الأولي هي أنني مجرد هاوي ومحب لقراءة التاريخ أما المشكلة الكبري التي تواجهني ، هي أن التاريخ تتضح معالمه مع مرور الوقت وتصبح أكثر دقة وتنجلي أمور كثيرة لم تكن مفهومة ،

 وخاصة عندما تنشر حقائق ووثائق جديدة أو أن يكتب أحدهم مذكرا ته مثلا أو يموت كل من له مصالح خاصة بحدث ما ، وبالتالي لن يضر أحد كشف هذا الحدث ، ولذلك يمكن القول باختصار شديد ومجازا مع بعض التحفظات أن الحدث التاريخي كلما كان قديما كلما كان دقيقا وأقرب إلي الحقيقة ، أما كلما كان حديثاً فيحتاج إلي تدقيق أكثر وقد يشوبه بعض الغموض ، ولكن على أي حال سأكتب كشاهد عيان كما كتب الجبرتي مثلاً ، فقد كتب العديد من الأحداث دون أن يدري الدوافع التي تحركها أو قد كان يعتقد دوافع أخري واتضح بعد ذلك خلاف بعض ما كتب ،

 ولكن مشكلتي حالياً أكبر وأعمق وأعقد من المشاكل التي واجهت المقريزي وابن تغري بردي وابن اياس الحنفي والجبرتي وغيرهم من عمالقة التأريخ في مصر الذين لا أدعي أنني أقاربهم في مستواهم بل لا أجرؤ حتى على أن انتسب إليهم كمؤرخين ، فبالرغم من أنه تبدو الأمور حالياً ميسرة في الحصول على المعلومات أكثر من أيامهم ، ولكن المصادر مختلفة ومتباينة ومتشبعة بالأغراض والنوايا التي قد تكون حسنة أو سيئة ، 

وبالتالي أعتقد أن مهمتي لن تكون سهلة ، فظروف كل عصر تختلف عن باقي العصور ، كما أن هناك فرق كبير جدا بين المثقف ومعايير ثقافته في العصور القديمة وبين المثقف ومعايير الثقافة الآن وبشكل عام يتم الاعتماد على وصف المؤرخ للظواهر الموجودة في المجتمع الذي عاش فيه وعاصره أكثر من أي شئ آخر كتبه فأنت مثلاً عندما تقرأ لأحد المؤرخين القدماء ستستمتع بقراءة وصفه للمجتمع أكثر من سرده للأحداث التاريخية نفسها وأعتقد أنني إذا ك تبت عن أي ظاهرة موجودة كشاهد عيان للمجتمع ستكون هذه محاولة لإضافة حلقة لكتب التاريخ المصري حتي إذا كانت الأحداث التي أذكرها غير مؤكدة بحكم تعدد وتضارب المصادر ، مع العلم أنني سأكتب الأحداث إن شاء الله متحريا الدقة إلى أبعد الحدود ولكن سيكون تركيزي علي وصف المجتمع أكثر من تركيزي علي سرد الأحداث ، فالأحداث سوف تكتشف في يوم من الأيام وبطريقة أو بأخري ولكن قد يكون وصف ظاهرة موجودة في المجتمع مفسراً للعديد من الأحداث فطبيعة المجتمع هي التي تسوقه إلى التصرف في كل حدث طبقا لرؤيته وفكره ومبادئه ،

 وقد يدمر المجتمع نفسه بنفسه عند التعرض لظروف معينة ، وقد لا تؤثر نفس هذه الظروف علي مجتمع آخر وأعتقد أن احتمال أن يقرأ أحد هذا الكلام احتمال ضعيف جدا وليس هناك مبرر لأن أبرر ما أقوم به أثناء تناولي للتاريخ أو أن اضطر لتوضيح رؤيتي له ، فأنت حر عزيزي القارئ في أن تقرأ أو أن تنصرف عن القراءة هذا بفرض أنك لازلت تقرأ حتى الآن ، فالعديد من الناس يفضلون مشاهدة فيديو للحدث أو الخبر مثلاً بالصوت والصورة ويطلب منك رابط على شبكة المعلومات الإنترنت كي يصدق هذا الحدث أو الخبر ، وعلي فكرة هذه إحدي ظواهر المجتمع الذي أعيش فيه والتي سوف أذكرها إن شاء الله ، وهذا على سبيل المثال ،

 ولا يهم معظم الناس قراءة الموضوع بل يهمهم مشاهدته ، بل حتي لا يمل من المشاهدة لابد أن تذكر له التوقيت المحدد الذي ستبدو عنده اللحظة المقصودة بالفيديو ، وبالتا لي أنا مطمئن تماماً أن ما أكتبه الآن لن يقرأه أحد أو على الأقل لن يكمل قراءته ، وبالتالي سأكتب لأنني سأكون أكثر حرية وكل مؤرخ قد كتب حلقة في هذا التاريخ تمثل العصر الذي عاش فيه كما ذكرت ، 

ولكن يبقي الفصل الأخير في كل كتاب كتبه هؤلاء هو الأفضل ، لأنه الفصل الذي عاشه كل منهم كشاهد عيان ، فما سبقه من فصول مجرد نقل عن المؤرخين السابقين ، أما الفصول الأخيرة من كل كتاب تاريخ فهي فترة عاشها المؤرخ وشاهدها وتفاعل معها ، وبالرغم من صدق المشاعر فإن معلومات المؤرخ عن الفترة التي عاش فيها بالذات أقل دقة مما سبق كما ذكرت لأن المعلومات التاريخية في تقديري تزداد دقة مع القدم ويصعب الوثوق بها كلما كانت حديثة ، ولكن يبقي أهم ما يكتبه كل مؤرخ هو وصفه للمجتمع الذي عاش فيه بصدق وتجرد ، فقد نعرف الأحداث من مصادر عديدة مع مرور الزمن ولكن وصف المجتمع وظواهره يبقي أثمن ما تركه المؤرخ من تراث ) 1 وقبل أن أبدأ سرد تاريخ مصر طبقاً لما ورد في المراجع والكتب يجب أن تعرف أولا أن المصريين لم يحكموا مصر لمدة حوالي ٢٢٩٤ سنة تقريباً فقد يعرف الكثيرون أن المصريين قد استعادوا حكم مصر بعد ثورة يوليو سنة ١٩٥٢ م وبالتحديد بعد حوالي سنة كاملة من قيام الثورة حيث تم إنهاء حكم أسرة محمد علي وإعلان الجمهورية سنة 1953 م ولكن قد لا يعرف البعض متي كانت آخر مرة حكم فيها المصريون مصر قبل هذا التاريخ ، ويمكن اعتبار أن الملك نقطانب الثاني ( نختنبو الثاني ) هو آخر حاكم مصري حكم مصر ، وهو آخر ملك من ملوك الأسرة الثلاثين الفرعونية التي تعتبر آخر أسرة فرعونية في التاريخ المصري ، وقد انتهي حكم هذا الفرعون الأخير علي يد  الفرس حوالي سنة 341 قبل الميلاد ، 

وليس معني سنة هذا أن العصر الفرعوني نفسه كان خالياً من الحكام الغير مصريين فقد حكم مصر خلال العصر الفرعوني علي فترات متباعدة الهكسوس والليبيون والنوبيون والآشوريون والفرس سواء بالاحتلال المباشر أو I بالهجرات السلمية الكثيفة ولكن كان المصريون يحررون مصر ويعودون للحكم في كل مرة خلال العصر الفرعوني . ، 

ولكن الذي طرد الفرس عندما أعادوا احتلال مصر لم يكن المصريون هذه المرة ، بل طردهم الإسكندر المقدوني الشهير حوالي سنة ٣٣٢ ق م وتلاه في حكم مصر أسرة البطالمة ثم تبع البطالمة الاحتلال الروماني لمصر سنة 30 قبل الميلاد ثم تعرضت مصر لغزو فارسي في أواخر حكم الرومان سنة 618 م ثم استعادها الرومان مرة أخري سنة ٦٢٧ م ، 

إلي أن تم فتح مصر 140 م أثناء الاحتلال الروماني لها ، وكان فتح مصر في عهد دولة الراشدين ثم تلتها الدولة الأموية فالعباسية ثم تأسست في الدولة الطولونية سنة 868 م ثم الإخشيدية سنة ٩٣٥ م ثم حكم مصر الفاطميون سنة 969 م وتلاهم الأيوبيون سنة ١١٧١ م ، ثم دولة المماليك البحرية سنة ١٢٥٠ م ثم المماليك البرجية سنة ١٣٨٢ م ، 

ثم الحكم العثماني لمصر سنة 1517 م ثم جاءت الحملة الفرنسية سنة ١٧٩٨ م لمدة ثلاث سنوات ، 

ثم حكم مصر محمد علي باشا وأسرته من سنة ١٨٠٥ م وقد قامت بريطانيا باحتلال مصر خلال عصر أسرة محمد علي حوالي سبعين سنة من سنة ١٨٨٢ م ، ثم انتهي حكم أسرة محمد علي بعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ ، وبالتالي لم يجلس علي عرش مصر حاكم مصري منذ عهد نقطائب الثاني إلا بعد قيام ثورة يوليو ، أي منذ سنة 341 ق بل الميلاد إلي سنة ١٩٥٣ م وبالتالي تكون المدة بالكامل ٢٢٩٤ سنة كاملة مصر ولنبدأ معا في استعراض تاريخ مصر بالكامل بإيجاز ولكن دعنا نتفق أن قراءة كتب التاريخ قد تكون مملة للبعض ولذلك سأحاول تخفيف الملل بقدر الإمكان عن طريق سرد الأحداث على شكل حوار بين شخصين أحدهما يسأل والآخر يجيب مستخدماً ما تيسر له من كتب ومراجع تاريخية وبذلك يمكن تشجيع القارئ علي الاستمرار في القراءة ، كما أرجو أن يلتمس لي القارئ العذر عن أي خطأ قد يجده في الكتاب ويفترض فيه حسن النية ، والله من وراء القصد وهو المستعان







 

غير معرف
غير معرف
تعليقات